10 طويلة
عندما يخسر فريق يسارع المحللون والإداريون وأعضاء الأجهزة الفنية إلى التبرير بأن سبب الهزيمة هو عدم التهيئة النفسية للاعبي الفريق وهي واحدة من أكثر المبررات استخداماً ويقصد بها التخفيف من وطأة الخسارة، وامتصاص ردة الفعل المعاكسة.
ولاستعراض المنظور العلمي لهذه الجوانب النفسية نجد أن الخسارة تنقسم إلى نوعين، خسارة طبيعية ويعود فيها الشخص إلى وضعه الطبيعي بعد موجة غضب وزعل تؤثر في نفسياته إلى حد ما لكنه يعود وينسى سبب زعله ويبدأ بالتعايش مع الوضع بالشكل الطبيعي.
وهناك حالة غير طبيعية هي أقرب للحالة المرضية ويظل فيها الشخص أسير لحالة الغضب هذه لفترة طويلة مما يشكل عائق في حياة الشخص وسلامته وصحته.
وهناك من يتجاوز مرحلة الخسارة النفسية وهناك من يفشل ويبقى فيها لأطول وقت ممكن. وأخصائيو علم النفس ينصحون بضرورة التعامل مع الخسارة بذكاء وأن نحول التفكير من مرحلة اليأس والإحباط إلى تفكير إيجابي لأن التفكير السلبي يجعل الشخص في موقع اليأس والتفكير الإيجابي يدفع الشخص نحو الحلول وتجاوز هذه المرحلة.
ومن المظاهر الإيجابية للتفكير السليم أن يتحول الإحساس بالفشل إلى إحساس بمتعة التحدي والقدرة على تجاوز الشعور السلبي. قال تعالى ” إن مع العسر يسرا” وقال تعالى ” وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم…”. وعبر السيرة نجد أن الأنبياء أكثر الناس تعرضاً للمصائب والمحن، وهم أكثرهم نجاحاً وقدرة على الصبر، والتحمل، وتجاوز الصعائب والخسائر.
وكل الناجحين واجهوا مشاكل وبالتفكير الإيجابي باتجاه المشكلة استطاعوا أن ينجحوا ويحققوا تطلعاتهم وأهدافهم.
الخسارة قد تعني فقد عزيز أو فقد مال أو خسارة منصب أو خسارة فريق رياضي محبب أمام خصم ضعيف أو هزيمة كبيرة أمام فريق بطل أو صاحب خبرات مثل ما حدث لمنتخبنا خلال مشاركته الأخيرة في كأس فيفا العرب بالدوحة والتي خرج منها بخسائر بلغت 10 أهداف، ومشاهد ومواقف غير مشرفة.
علم النفس الرياضي يستطيع أن يساهم بتحسين أداء اللاعبين وتحقيق الإنجازات المنشودة على مستوى الرياضات الفردية والجماعية التي نفتقدها اليوم بسبب غياب الكوادر المتخصصة عن مجالاتها في الاتحادات الرياضية مما كان له الأثر الماثل والخسائر المتكررة لرياضاتنا المختلفة.
وتبدو أهمية علم النفس في ممارسة الرياضة أمراً ملحاً لتحقيق حزمة فوائد منها تحفيز الموهوبين للعب الرياضة، وتهيئة البيئة المناسبة لممارستها، فعلم النفس الرياضي يضاهي التمارين البدنية ونصائح الأجهزة الطبية والفنية، وبعلم النفس تتكشف مهارة الرياضي وموهبته وقوة التحمل لديه ومواطن القوة والضعف وموضع ذكاء اللاعب تجاه الخسارة. مما يسهل عملية العلاج وتجاوز حالة الإحباط والفشل.
وتقول الحكمة اليابانية: كل هزيمة مرة إن لم تبتلعها سيبقى طعمها مر، وإن تبتلعها تنسى مرارتها وتصبح درساً.